لكل حرف من الحروف سر...
حرف مثل الحاء تجده يدخل في كل ما هو ساخن ملتهب مثل..
حب, حرب, حريق, حار, حامض, حمى, حراره, حام, حك, حكه,
و الطفل حينما يلمس سطحا ساخنا يصرخ في تلقائيه...أح, لا يرد
على لسانه الا حرف الحاء, فينطق الهاما بلا تعلم.
ان في ذات الحرف سرا و معنى.
و حرف مثل الضاد تجده يدخل في كلمات الشدة و الغلظة و الأذى
مثل...ضر, و ضرر, و ضغن, وضرب, و ضراوة, و ضيق,
وضنى, و ضنك, و تضعضع.
ان في ذات الحرف سرا لا شك فيه.
و حينما وقف المفسرون أمام الحروف الواردة في القرآن مثل
ا ل م...كهيعص...طسم...ن...ص...حاروا في معانيها و اختلفوا..
البعض قال انها حروف يتألف منها اسم الله الأعظم...البعض قال
انها صنوف من القسم أقسم بها الله كما نقسم نحن بالكعبة
و الكتاب الشريف...و البعض قال انها رموز كل حرف يرمز
الى شيء...الألف مثلا ترمز الى الله, و الميم ترمز الى الله تعالى,
و الميم الى محمد(صلعم)..تماما كما نقول (صلعم) بدلا من
صلى الله عليه و سلم, و كما نقول ج.م.ع. بدلا من جمهورية
مصر العربية.
و البعض قال ان الله تعالى قدم بها السور ليقول لنا...هذه
هي الحروف التي خلقت منها القرآن.
و البعض قال...لا أعلم.
و لكني أعتقد أن مفتاح معناها فيما قدمت في بداية مقالي..
من أن كل حرف له سر و معنى خاص به و ذاتية..كل حرف
له مكامن و مغاليق.
هل كانت مصادفة أننا نسمي الوالد في لغتنا العربية أب..
و في الفرنسية...بابا...و في اللغة الزنجية...بوبا...
و هل هي مصادفة أن الوالدة باللغة العربية...أم...وبالانجليزية
ماما...و بالفرنسية مامون...وبالزنجية موما...
كما أن الكهف بالعربية كهف و بالانجليزية CAVE
و بالايطالية CAVA و بالفرنسية CAVE و هو نفس النطق
تقريبا.
انها ليست مصادفات.
انها التقت في التركيب بالرغم من اختلاف اللغات لأن الحروف
لها ذاتية واحدة.
و الحروف واحدة في جميع اللغات.
و هي مخلوقة و منزلة من ضمن ما خلق الله تعالى و أنزل
علينا...معان و أسرار و أرزاق...و نحن لم نخترعها اختراعا.
و القرآن يقول لنا ان الله علم آدم الأسماء كلها.
و الأسماء قد تكون اللغات أو الحروف أو المعارف أو
العلوم أو هي جميعها...
و قد تعلمت من طول التأمل ألا أستهتر بحرف و لو كان حرفا
واحدا...<<<<<(أعجبتني هذه الجملة و أنا أمتثلها في حياتي)
فان الحروف تؤلف الكلمات...و الكلمات تنقل الجبال و تهدم
الامبراطوريات و تبني حضارات و تدك حضارات...
و كلمة تخرج من فمك قد يكون فيها موتك أو ميلادك
و الله تعالى خلق الكون بكلمة...كن...
و بين الكاف و النون ولد الكون...
و في الكاف الالهية أسرار...
و في النون الاهية أسرار...
و بين الكاف و افلنون طلاسم مطلسمة لا علم لأحد بها,
و نحن لم نكتشف من أسرار الحروف و وظائفها الا
أقل القليل...
و من الحروف التي نعلمها يمكن أن توجد لغات لا
نعلمها...غير العربية و الانجليزية و الألمانية وغير
اللغات التي نتبادلها على الأرض...
و الحروف مثلها مثل الأرقام جاءتنا الهاما من الواحد
الى العشرة...لم نخترعها و انما ولدنا بها... وبالمثل
أوليات الحساب.
2+2=4 حقيقة ولدنا بها.
و كل ما يحدث في تعلم جدول الضرب أننا نجاهد
لنتذكره فكل ما في جدول الضرب عبارة عن أوليات
مكنوزة و مذخورة في عقولنا منذ الميلاد.
و من الحروف و الأرقام يتألف العالم...و تبنى القوانين
التي تمسك بالنجوم في أفلاكها و الشموس في مجراتها.